اليوتوبيا الديموقراطية



يبدأ بي.كيه.ريدلي في الفصل الحادي عشر من كتابه 'عن العلم' والذي يقع تحت عنوان العلم والمجتمع بمقولة لإدموند بورك " إن دولة بدون وسائل لإجراء بعض التغيير هي دولة بدون وسائل للحفاظ على نفسها"

يرفض ريدلي فكرة اليوتوبيا القديمة الحالمة بمجتمع مثالي بعيد عن التغيير ويرى أن الأشياء جميعها تعمل على السعي والتطوير وأن المجتمع الجبان هو القابع بين أسوار المدينة الفاضلة الساعي لعيش حياة خالية من العيوب.


يعتقد بريدلي أن "اليوتوبيا اليسارية ذاتية أي أنها مقصورة على العقل بينما اليوتوبيا اليمينية متسامية أي تتجاوز نطاق 

لخبرة والوجود المادي" 


ويقترح الكاتب وأستاذ الفيزياء في جامعة إسكس مفهوم جديد أطلق عليه ب "يوتوبيا خاضعة للزمن" والذي يكون فيه التغيير بطيئا بشكل نسبي يغذيه نوعين من الابتكار:


1- الابتكار المفاهيمي :يتعلق بتغيير الرؤية بفاعلية أو شعبية الحزب الحاكم وهو ما يؤدي إلى تغيير الحكومة في ظل الديموقراطية 

2- الابتكار التكنولوجي :كل ابتكار تقني جديد يؤدي إلى تحكم في عالمنا بشكل أكبر ويمثل حريات جديدة وتحديات أكبر


ويرى ريدلي أن هذا لن يحصل في غياب ديناميكية الرأي العام ولن يكون فعالا إلا في ظل وجود "ديموقراطية من نوع ما" 

ويؤمن أستاذ الفيزياء أن المجتمعات الجامدة وإن كانت تحت نظم معتدلة ستكون آيلة للسقوط ويرفض مبدأ أن العلم وحده قادر على خلق مجتمعات مثالية فالعلم على حد تعبيره " هو آخر فرع من فروع المعرفة يمكنه أن يقدم المشورة بشأن المجتمعات المثالية"

Comments

Popular Posts