صالح للعيش
صدر عن دار نثر للنشر في محافظة مسقط كتاب بعنوان"صالح للعيش"، مجموعة قصصية لمؤلفها محمد جمعة غنيم، وهي في 80 صفحة من القطع المتوسط، ضمّت بين دفتيها تسع قصص مرتبة على هذا النحو" مأدبة رأس السنة، خيشة أرزِّ، صالح للعيش، بستان الشيخ الأعمى، وليمة، مات الفضولي، ثقب ذاكرة إلكترونيّة، دقّت ساعة الهزل، الصندوق الخشبي".
قصص تمكّن كاتبها من بناء عالمه الخاص منذ كتابه الأول، منتصرًا في مواضيع قصصه إلى الشخصيات الهامشيّة، تلك التي يمكن التعرّف إليها وتبيّن ملامحها، وملامستها في حياتنا اليومية؛ إلا أننا أثناء الاستغراق في القراءة نتعمّق في سبر أغوار هذه الشخصيات، وتتكشف لنا أبعاد مختلفة من جوانب نفسيّة وأخرى بدنيّة، بدءًا من سعيها الحثيث إلى فعل مقاومة النبذ والوحدة والانكسار. إنها تجربة في عموم قصصها الماتعة تنحاز إلى الإنسان وهو يحمل معه أينما كان وجعًا داخليًّا.
من غلاف الكتاب نقرأ هذا المقطع" تمنيتُ حينها لو أن الأرض انشقت وبلعتني، لو أني لم أعش إلى تلك اللحظة، تأكدت أني مختلف عن الآخرين، كنت أتجاهل هذه الحقيقة وأتغافل عنها، أهرب منها، أحاول ألا أقترب من الناس، كي أسمعها ترنّ في أذني لكن فضولي للعب دفعني إلى ما كنت أخشاه، دفعني إلى الحقيقة، نظرت إلى الأرض فلم أستطع أن أنبس ببنت شفه، كانت عيناه تحكيان لعيني كلامًا لا يشبه الكلام الذي سمعته من الأطفال الآخرين، قال بصوت عالٍ، حسبت من صوته أنه يريد ضربي:-
بتلعب معنا فإذا جاء دورك في الحراسة فأنا أروح مكانك، منذ ذلك اليوم سوف يصبح ذلك الحنطي- والذي عرفته لاحقًا باسم عليٍّ-صديقي الوحيد الذي يعرفني ويعرف ما بداخلي أكثر مما أعرفه".
#اصدارات_نثر #أثر_في_كل_سطر #دار_نثر #سلطنةعمان #قصص


Comments
Post a Comment